البرلمان المغربي: أمريكا عدوة الشعوب!!

البرلمان المغربي
ذ. الحسن زهور.//
حضور ممثل السلطة الفلسطينية الاثنين الفائت في جلسة البرلمان المغربي المخصصة للقدس( و حضرها كذلك الوزير الاول مع عدد من الوزراء) اعطى جرعة قوية للسادة البرلمانيين الذين نسوا انهم في البرلمان و ليسوا في الشارع، حين اطلقوا شعارات مدوية كادت ان تزعزع جدران البناء التشريعي المغربي، و كادت ان تنهد على ممثل فلسطين و تخلق لنا ازمة ديبلوماسية مع السلطة الفلسطينية.
من استمع الى الشعارات النارية التي اطلقها السادة البرلمانيون سيخيل له انه في رحاب جامعة مغربية ما و ليس في مؤسسة تشريعية تلتزم بابسط مبادى الاحترام السياسي للمؤسسة التشريعية اولا و للاعراف الديبلوماسية بين الدول ثانيا.
شعارات البرلمانيين التي هزت المؤسسة التشريعية لم تخرج عن الاطار الطلابي للهتافات الجامعية، فان يصرخ البرلمانيون بمثل هذه الشعارات: ” يكفينا يكفينا من الحروب. امريكا عدوة الشعوب” و ” يا شهيد ارتاح ارتاح ، سنواصل الكفاح” سنظن ان البرلمان المغربي اجتاحه الطلاب القاعديون، او فصيل طلابي يساري متطرف.. و من يستمع الى شعار اخر للبرلمانيين من مثل” قدسنا في العيون يا صهيون يا ملعون” سيحسب ان التيار الاسلامي المتطرف او داعش سيطرا على البرلمان المغربي.
فلو كنا في بلد مثل ايران حيث ايات الله، او كوريا الشمالية حيث الديكتاتورية المطلقة و هما مثالان للدول المارقة لاستصغنا مثل هذه الشعارات، لكن ان نسمعها مدوية و صاخبة في البرلمان المغربي و بحضور رئيس الحكومة و بعض وزرائه و هو يمثل الدولة المغربية و ليس حزبا فهذا ما يمكن ان نسميه بالاستهتار السياسي الذي لا يراعي مصالح الوطن او ما يمكن ان نسميه بالمراهقة السياسية التي لا تحسب حسابات المصالح الوطنية و لا تراعي ما يمكن ان يترتب عنها من اضرار للوطن.
ماذا ستفيد جرعة الشعارات تلك بلدنا ؟ ان يسوقها البرلمانيون سياسيا للشرق الاوسط فذاك
مفيد على المستوى الشعاراتي لتلميع صورة المغرب بالماكياج النضالي الذي سرعان ما سيزول بمجرد خروجهم من البرلمان.
ثم هل فكر السادة البرلمانيون في مصالح المغرب اذا ردت القوة العظمى التى وجهت لها هذه الشعارات بمواقف ستضر حتما بالمصالح المغربية بما فيها قضيته الوطنية التي هي الصحراء؟ خصوصا و ان الشعارات رددت في البرلمان و ليس في الشارع و لا في الجامعة او في ملتقى حزبي..
اذا سلمت الجرة اليوم ، نقول للسادة البرلمانيين كفى استهتارا بالمصالح الوطنية.
ملاحظة:مرجع خبر الجلسة البرلمانية منشور في الصحف الوطنية ليوم الاربعاء 13 دجنبر 2017.
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد