رسالة تعزية من فاطمة أكناو إلى السعدية الباهي

في وداع سي حسن الصوابني زوج الاخت السعدية الباهي

فاطمة أكناو //

 زاجلا غردت-مرة- أيها الحسن فكان مطلع الزجلية : (سعد السعود يا سعدية يا بهية…). بداخلي الآن صدى لهذه القصيدة. هي البدايات تردد خطو سنوات عمركما الزوجي الذي عايشتكم بعضا من حصصه، (حسن وسعاد) حيث كان تكامل الحب الأبدي ونادر الوفاء، حيث صدقية البذل وصولة العطاء، إنه نوع من البهاء معانيه لا تنضب، نبع منه نهل الأبناء والأهل كما الأصدقاء….. ذاكرتي مشرعة على المحطات التي قطعنا معا عبورها الزمني، فإحياؤها لم يبل تجدده. كل الصور والمواقف، الأبهج فيها والذي منه نلنا الوجع، لا تزال متوهجة لاهجة بالذي كان، حيث الأصدقاء الأوفياء، وما أكثرهم، وحيث أنت يا سعدية والمرحوم حسن بيننا تجمعكما وشائج نادرة قل نظيرها، كنتما معا تجسدان نموذجا تكامليا استثنائيا لعلاقة رائعة تكاد تذوب بين ثناياها إشكالية الفوارق الثنائية. ولكم أحببت فيكما، يا سعدية، مضمون هذا الإطار الرائع…. لهذا حبيبتي الغالية، وأيضا للكثير من سماته ..(نضال طريق وأوجاعه، وتفان مبدئي وتبعاته وإشعاع متميز.٠٠٠)، لهذا كله ولغيره يا سعدية يا بهية الحبيبة فوقع النعي وغياب الوديع (حسن) محطة حزن قاهر وعلى مسافة من كل المحطات حيث يكابر فيها الدمع نشيج البكاء ويعسر إنسال ما يناسب مفردات العزاء. فأنى لي من الجسارة مواساة الكلوم الغائرة و(حسن) يشغل حيّز المكان فيك والزمان. تمسكي أيتها العزيزة بالصبر لك وللأبناء الأعزاء تعزية التياع وحرقة حزن ملتهبة لفراق عزيز تعجله الأوان، وإني لأعلم أنك اليوم تتوسلين مرثية الخنساء إذ تقول: يذكرني طلوع الشمس صخرا وأذكره لكل غروب شمس …. و ما يبكون مثل أخي و لكني أعزي النفس عنه بالتأسي وإني لأعزيك في توأم الروح حسن أعزيك في الأخ و الصديق حسن أعزيك في فقدك الحضن الدافئ و المرفأ أعزيك في (حسن) و أي حسن. لك من الله السند، وللمرحوم كل المغفرة والرضوان.

أختك فاطمة أكناو.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد