سعد الدين العثماني تحت المجهر

        تفاوتت درجة تلقي تعيين سعد الدين العثماني مكلفا بتشكيل الحكومة خلفا لعبد الاله ابن كيران ما بين متحفظ ومتحمس ومتنذر أيضا بمقدم السوسي إلى باحة تسيير وتدبير أمور الدولة من أهم موقع يمكن ان يطمح إليه سياسي.

          عزيز أمهوط – إطار في وزارة الصحة- يرى في تعيين العثماني تعزيزا وتثمينا لقطاع الصحة، ويتساءل عما إذا كان ” سيحتكم إلى حنكته وكونه عالما بخبايا القطاع ، ليجعل من تثمين قطاع الصحة كقطاع إجتماعي له حساسية خاصة وتلقائيا الموارد البشرية _بإعتبارها المحرك والدينامو الأساسي للمنظومة الصحية ككل_ اولوية ضمن الإستراتيجيات الكبرى للحكومة ليحل العديد من القضايا العالقة بل والتي زاد من تعقيدها وزير الصحة السابق، كالملف المطلبي للممرضين ( المعادلة الإدارية والعلمية، القانون الأساسي، القانون الصحي بالنسبة للأطباء ( دكتوراه الدولة) ملفات المتصرفين..

         من جانبه يرى عبد الرحيم الشهيبي – المتخصص في الأديان- أن “العثماني رجل توافقات، لن يتنازل ولن يتشبث. سيكون متوازنا. الحكومة المقبلة قد يكون فيها الاتحاد الاشتراكي وقد لا يكون. يمكن أن يكون فيها التقدم الاشتراكية وقد لا يكون”. ويضيف “أن العثماني سيسير في اتجاه حكومة موسعة تشمل مختلف الأطياف بما في ذلك الاتحاد الاشتراكي والاتحاد الدستوري والتقدم والاشتراكية وحتى حزب الاستقلال. لن تضم الحكومة أشخاص شعبويين كبنكيران وشباط وحتى لشكر وبنعبد الله وحتى بعض من هؤلاء المعروفون بصقور البي جي دي. حكومة العثماني لن تخرج عن رغبة القصر ولن تكون ممانعة لما تريده السلطة الحقيقية (تلك التي سماها بنكيران سابقا بالعفاريت والتماسيح ويسميها حاليا التحكم) لكن في نفس الوقت لمسته ستكون واضحة في إظهار التوافق بين ما يريده العثماني وما يريده المخزن وما يريده البي جي دي وما يريده أخنوش وباقي الأحزاب كل حسب قوة ضغطه”.

          من زاوية أخرى يتساءل الحسين  بويعقوبي – رئيس الجامعة الصيفية – عن مستقبل الأمازيغية مع مجيء الدكتور سعد الدين العثماني ” الشخص الذي لا يخفي أمازيغيته و من المحتمل جدا أن يشكل حكومة مكونة من أحزاب يترأسها زعماء لا يعاكسون المطالب الأمازيغية بل يظهرون ارتباطهم بأصولهم الأمازيغية بشكل أو بأخر”. بويعقوبي يعدد إسهامات العثماني التي تصب في صالح الامازيغية، فهو “المتحدث الأمازيغية بطلاقة” و المبادر أثناء النقاش حول التعديل الدستوري لسنة 2011 الى تنظيم أحد أهم اللقاءات حول دسترة الأمازيغية ذاخل البرلمان وقدم فيه نمادج من دساتير العالم التي تعترف بعدة لغات”. “وحين أصبح وزيرا للخارجية كانت له الجرأة ليطلب من وزراء خارجية الدول المغاربية الكف عن استعمال عبارة “المغرب العربي” و تعويضها بالمغرب الكبير”. بيد أن بويعقوبي يؤاخذ على الرجل “عدم القيام بأي رد فعل حين أهان الأستاذ عبد الالاه بنكيران الأمازيغية ولمرات عدة سواء حين وصف تيفيناغ بالشينوية أو حين تلفظ بعبارة “بشحال كاع تايعيش السوسي”.

        بالنسبة ليحيى اليحياوي – المختص في قضايا الاقتصاد والاتصالات” فإنه “عندما كان سعد الدين العثماني مواطنا غير مؤتمن على مال عام، لم نتعرض له لا بالسلب ولا بالإيجاب. لم يكن من حقنا أن ننتقده إلا بصفته عضوا قياديا بحزب. اليوم، تم تكليف الرجل بتشكيل الحكومة المغربية. خرج إذن من الخاص وبات جزءا من العام. لقد أضحى من حقنا أن نضع سلوكه وخطابه وقراراته في ميزان تقييمنا…وكذلك حزبه والحركة التي أتى منها (حركة التوحيد والإصلاح)..

         بعض الخرجات لم تخل من تندر وتفكه، ومنها تلك المنسوبة لعبد اللطيف أكنوش – الأستاذ  الجامعي بكلية سطات – حيث اعتبر أن زعماء السياسة بالمغرب كلهم أمازيغ مما سيسهل تفاهمهم وييسر سبل تشكيل الحكومة دونما صداع  رأس. حتى أنه تندربنبيل بنعبد الله الذي لن يعرف شيئا مما يتداول حوله لعدم معرفته بالأمازيغية ” وتصور العثماني  يترجم لبنعبد الله ما لم يفهمه: كًلت ليك آسي بنعبدالله :ماعندي ماندير ليك، حتى الأمازيغية راها لغة وطنية ودستورية!”.

 الحسين أبليح

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد