رسالة مفتوحة إلى ابن مدينتي سعد الدين العثماني: سقط القناع واخترت القاع

fb_img_1478009707521-1
السيد سعد الدين العثماني
بعض الومضات التي كنت أراها في شخصك تحول دون أن نرمي الحزب الذي تنتمي إليه على أنه خطر على أمننا الثقافي والهوياتي قد أطفأتها، بل أكدت بما لا يترك ولو بوصة للشك أنك لم تكن غير” بربري- الخدمة” لأسيادك، الذين استعملوك يوم كان حزبك متورطا أخلاقيا في الأحداث الإرهابية التي عرفتها الدار البيضاء سنة 2003 ، لتقوده إلى شط الأمان، والذين غير مكترثين بلفظك من وزارة الخارجية لكي لا يفقدوا مباهج الكراسي ويرمون لك الفتات وأنت تحمل وزر قميصي يوسف التاريخيين الملطخ بالدم والمقطوع من دبر، وانحنيت في خنوع كالجارية في أسواق مكة يتحسس الأسياد نهديها وعجزها في كامل عريها.
أخاطبك اليوم بالذات لأقول لك أنني تمنيت لو لم أكن أنتمي إلى مدينتك ، وأنت تقارن بين جريمة بشعة ارتكبت لأن مفهوم المواطنة ليس إلا شعارا على الورق، مع أحداث إطلاق النار على سود من طرف مواطنين عنصريين حيث يأخذ التحقيق مجراه الطبيعي لا يستثنى منه حتى رؤساء الدول.لا أحد يجادل أن هكذا جرائم يقع في كل بلدان الناس، لكن الذين دفعوك وفي عز الألم والإحساس بالحكرة الذي يعتصر قلوب المغاربة ، للتعليق على جريمة اغتيال محسن فكري، مستغلين الرزانة والحكمة التي يسوقونها عنك لتغليط الرأي العام وجعل الأمر عرضا ليس إلا بقولك ” الان صرتُ أزدريك وأمقتك، لأنك أسقطت كل جدران الاحترام لك. أن أمريكا من أشهر الديمقراطيات في العالم، ويقتل فيها السود رميا بالرصاص” … قد أسقطوا عنك القناع.
السيد سعد الدين العثماني، أنت تعلم في قرارة نفسك أن ما يقع بأمريكا من مثل أحداث لا يقف عند البحث عن أكباش فداء، وإعفاء مسئولين حتى دون فتح تحقيق أو خروج مؤسسة ما بتبرئة مستخدميها، بل يفتح التحقيق دون تدخل أي جهة مهما علا شأنها، وينال المسئول جزاءه مهما كان موقعه، على خلاف المغرب فقط في تحمل حزبك حدثت مأسي بالعشرات ، وفتحت ملفات التحقيق ليتم طمسها والتغطية على المجرمين بتنقيلهم وحتى ترقيتهم ليطمئنوا باقي الخدام أن لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، ويكفي أن أذكرك ما مآل ملف عضو حزبكم وممثل الأمة آنداك السيد الإدريسي الطي عنف أمام عدسات الهواتف النقالة وعدسات الصحفيين، دون ذكرك بجريمة حرق الشباب الريفي بالحسيمة، واغتيال المناضل الأمازيغي عمر خالق والمغني الريفي ، ومي فاطنة ، والكوارث التي أودت بحياة العشرات من المواطنين
السيد سعد الدين العثماني كان صمتك سيحفظ لك ذرة الاحترام ، لكن أبنت على نفس السفاهة التي يتحلى بها رئيسك الذي يذرف الدموع لأتفه الأسباب وزميلك الداودي الذي لا يفرق بين التغوط والتفوه.
وألان بعد خروج المغاربة بالآلاف وفي أكثر من أربعين مدينة ليقولوا بصوت واحد “كفى من الحكرة” ، أثبت أن الشارع ليس كما يدعيه سيدك بنكيران أنه خاتم في يده به متى يشاء، ويتحكم فيه كما تشاء غرائزه ومصالحه ، لقد وعى الشعب أن صراع السقيفة لم يعد يعنيه، فالشعب وعى أنه مسلم منذ 1300 سنة، وأن مصيره يجب أن يكون بيده وبتعاقد اجتماعي واضح بين الحاكم والمحكوم دون أن يدعي أحد أنه يتكلم باسم الله أو أنه خليفة له.
السيد سعد الدين العثماني لقد سقط القناع واخترت القاع، هل أزدريك ؟ أم أنى للعبد أن يفرق بين الحرية والانصياع؟؟؟
توقيع ابن مدينتك انزكان ريناس بوحمدي

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد