في معنى هذا الانتظام في تكرار المآسي المنسوبة لبعض رجال السلطة

bajallat
محمد باجلات – صورة الزميل مصطفى اشباني

صرخات استنكارية، صيحات تنديد،

لا للتوظيف السياسي الفج لهذا الحدث الأليم،

لكن ايضا، لا لحالات العود المتعمد لبعض المسؤولين – الصعاليك الذين يؤثتون الفضاء المغربي المثخن بالمشاكل، بمآسي “مجانية” بسبب رعونتهم.

إنهم قلة قليلة ضمن “جيش رجال السلطة”، لكن أفعالهم تلطخ سمعة آلاف من “أولاد وبنات الناس” الذين يؤدون مهامهم النبيلة بتفان ومواطنة.

رغم هول و فظاعة هذا الحدث حيث الاستهتار بحقوق المواطن المرحوم محسن فكري بالحسيمة، فهي حالة اخرى بعد حالات شنيعة سالفة…

كل القلق  وكل الخوف أن لا يكون هذا الحدث الأليم سوى واحدة من حلقات المآسي الدورية (كل 3 اشهر) مادام بعض هؤلاء من رجالات السلطة الترابية مصرين على صم آذانهم عن نداءات الخطابات الملكية، التي نادت منذ اطلاق العهد الجديد وتكرر مؤخرا بضرورة احترام مطلق لحقوق المواطن. إلا أن الملاحظ، ان هذه الفئة لديها وقر في سمعها وتنجرف سادية نحو استعمال مستفز للشطط في السلطة.

هل نحن مجبرين على تجرع متكرر لمأساة موت احد منا دون اية ردود فاعلة ؟

من المحقق ان القضية الآن في مرحلة التحقيق القضائي و يلزمنا “حق التحفظ”، لكن السؤال الملحاح والمؤلم هو :

 ما معنى هذا الانتظام في تكرار المآسي المنسوبة لبعض رجال السلطة، إذ المسجل انه، قبل أن يتم إغلاق ملف مفتوحا قضائيا، يفاجئ هؤلاء العتاة  الراي العام بمصيبة جديدة ؟

ومن تم، من البديهي الاستفسار : هل هؤلاء ممثلي السلطة الترابية المكونين إداريا وقانونيا يتم إعدادهم نفسانيا و ذهنيا للتعامل تدبيرا رشيدا مع القضايا الشائكة في المعادلات الصعبة بين تطبيق القانون واحترام الحقوق ؟

كثيرا من الدلائل تدحض هذا النوع من الإعداد – التكوين، بحيث يقر  جل رجالات السلطة بمعاناتهم في سيادة قاعدة ” عوم بحرك، والى فرطت، تؤدي !!!”.

ولهذا بقدر ما نقول بمبدأ ” كل متهم بريء الى ان تثبت إدانته” ، بقدر ما نرفض وندد بأسلوب المناورة للاستعمال التوظيفي للحدث لأغراض معلنة او مكنونة.

في الأخير، ولأخذ المسافة اللازمة مع انفعالات وتأثيرات تلقائية لهذا الحدث البغيض، نقول من منطلق مقاربة نقدية- شاملة :

أن “فاجعة محسن فكري” ستتكرر مرة اخرى – مع الأسف – مادامت معضلة البطالة في تصاعد وما دامت الدولة – الحكومة لم تستطع تناول إشكالية القطاع غير المهيكل بالجدية الناجعة…وليس  فقط عمليات محدودة زمنيا ومكانيا يدشنها ملك البلاد….وتبقى مئات الآلاف من الشباب عرضة للضياع او ضحايا / فريسة سهلة للشطط السلطوي.

كلنا مع اسرة  فكري وجدانيا…

لكن اخشى ان يعيد أحدهم نفس المأساة مادام التشغيل ليس من أولويات الحكومات السابقة ولا الحالية، وما دام بعض غير المؤهلين أخلاقيا  وقناعة يعاملون مواطنيهم كأنها قطعان من العبيد

هؤلاء  غير جديرين بأن يمارسوا في السلطة الترابية عبر الوطن… 

                                                                                                                                      محمد باجلات، 30 اكتوبر 2016

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد