الدكتور محمد بيزران*: المنشطات آفات خطيرة تنخر الجسم الرياضي

30dc950e-714b-4602-bd7a-2e52fe574bea *رئيس الجمعية الجهوية للطب الرياضي ونائب رئيس اللجنة الطبية بالجامعة 

حاوره الحسين العلالي//

بطبيعة الحال ظاهرة المنشطات كظاهرة سلبية غزت الساحة الكروية بشكل كبير لدرجة حان الوقت لدق ناقوس الخطر امام التعاطي المهول والخطير للاعبين لمجموعة من المواد المنشطة من دون ان يعي غالبيتهم خطورتها على صحة الانسان العادي وبعده على الممارس الرياضي ، فماهي الاجراءات المتخدة للحد من الظاهرة وكيف السبيل لثني الممارسين الرياضين على تفاديها اسئلة يجيب عنها الدكتور محمد بيزران رئيس اللجنة الجهوية للطب الرياضي بجهة سوس ماسة ونائب رئيس اللجنة الطبية بالجامعة الملكية المغربية لكرة القدم ورئيس اللجنة الطبية بفريق حسنية اكادير:

  1. كيف تنظرون لظاهرة المنشطات التي غزت الساحة الرياضية ؟

لابد ان نعترف بكون المنشطات  تعد من بين الآفات الخطيرة التي تنخر الجسم الرياضي بشكل عام ، وتهدد استمراريته خاصة امام التعاطي المطرد لها من قبل الرياضيين خاصة في مجال كرة القدم حيث انه في السابق كنا نسمع عن افة المنشطات لدى عدائي العاب القوى والملاكمة واليوم غزت الظاهرة للاسف مجال كرة القدم بشكل يدعو للاستغراب ولدهشة ويستدعي تدارك الموقف لان المنشطات هي خطر كبير على صحة وسلامة الممارس الرياضي فتبعاتها السلبية اكبر مما يتصورها الكائن البشري.

  2 – مظاهر المنشطات في المجال الرياضي متعددة في غياب المراقبة ؟  

بطبيعة الحال ، ما هو شائع اليوم خاصة في اوساط الكرويين التعاطي للنرجيلة او ما يعرف بالشيشا وهي تشكل خطر على صحة الممارس الرياضي وتهدد استمراريته يف نفس النسق الكروي والرياضي وهناك ايضا وسائل كيميائية تاتي للممارس عن طريق الانترنيت وعن طريق اجتهاده الخاص ، ظانا منه ان التعاطي للمنشطات من شانها ان تقوي حظوظه في المستطيل الاخضر ويفرض نفسه وداته وان كان عن طريق الغش ، فالمنشطات يتعاطى لها الممارس لتقوية عضلاته وللتباهي بقوة التحمل والسرعة وغيرها من الامور التي قد تجعله متفوقا على الاخر لكن من دون ان يدري انه سلك بدلك مسلكا خاطئا ومضرا بصحته .

3 – كيف السبيل ادا للحد من خطورة هده الافة ؟

التوعية والتحسيس  كبداية لانهما المنطلق الاساسي لتصحيح الاعوجاج لكن لابد وان يصاحبهما الزجر والعقوبة ، وهده هي الطريقة الوحيدة للحد من هده الافة لان التحسيس بدون زجر لن يجدي نفعا ، ومع فرض عقوبات صارمة على كل من تعاطى للمنشطات اكيد ان حدة الظاهرة ستنقص .

4- لكن كيف استطاعت الظاهرة ان تتغلغل في المجتمع بشكل كبير وبسرعة البرق ؟

هي مسالة فكر ووعي فاللاعبون مباشرة بعد تطبيق المغرب للاحتراف والتوفر على بطولة احترافية وعصبة احترافية ، ظن الممارس الرياضي ان ضمانه للرسمية والتالق سينطلق من ضمان حضور توهجه بالمنشطات وهدا خطأ كبير وقع فيه عديد اللاعبين ، في الوقت الدي كان بالامكان ان يحتفظ الممارس على تالقه بالمواضبة على التداريب  والاجتهاد فيها وايضا مع مواكبة طبية يومية وشاملة له . واظن شخصيا انه حتى عدم ايلاء الطب الرياضي الاهمية التي يستحقها كمحور اساسي في تنمية كرة القدم ساهم بشكل كبير في تغلغل الافة بالوسط الكروي . خاصة وانه في السابق اخر ما يفكر فيه النادي الرياضي هو الطب الرياضي رغم ان دوره اساسي ورئيسي فالطبيب الرياضي لا يقتصر دوره فقط على تقديم العلاجات الاولية عند الاصابة بل دوره اساسي في الحماية  والتوعية فالطبيب المختص في الطب الرياضي يساعد على ضمان تغدية سليمة للممارس الرياضي ، يضمن له الاعداد البدني والطرواة اللازمة ……

5- مادا اعدت الجامعة الملكية المغربية لمحاربة الظاهرة اولا ترى ان هناك تاخير في هدا المجال ؟

دخل اللجنة الطبية التابعة للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم احسسنا بخطورة الظاهرة ووعينا تمام الوعي ان الظاهرة تشكل خطورة كبيرة على مستقبل الممارس الرياضي ، لدلك وضعنا مند الموسم الماضي برنامج عمل مضبوط  لبدء عملية المراقبة ، لكن يجب ان تعلم ان عملية مراقبة المنشطات ليس بالعمل الروتيني البسيط بل هو عمل يتطلب امكانيات واجراءات مهمة ، وكلنا نعلم ما وقع خلال المدة السابقة  باللجنة الاولمبية على الصعيد الوطني حيث تم حل اللجنة المكلفة بمحاربة المنشطات بعد المشاكل التي وقعت بانجلترا ، وهو ما ترك لدينا بالمغرب فراغا قانونيا كبيرا ، خاصة وان مراقبة المنشطات يستدعي التوفر على الامكانيات والوسائل المعترف بها  دوليا من قبيل ضرورة التوفر على مختبرات قانونية تستجيب للمعايير الدولية  وعلى برمجة قانونية للفرق واللاعبين للدين سيخضعون للمراقبة . لدلك عمدنا في البداية الى اعادة هيكلة اللجنة الطبية الوطنية  وهو ما تطلب وقتا مهما ارتأينا إثره التريث لتفادي الوقوع في  نفس الاخطاء  فاقتصرنا على عقد لقاءات تحسيسية مع فرق القسم الوطني الاول والثاني  من اجل التحسيس والتوعيه والتنبيه لخطورة الافة وايضا  لتفسير البرنامج المستقبلي، واد نحي رئيس الجامعة على دعمه للمشروع الدي سيعمل الموسم القادم على مراقبة الفرق الرياضية كمرحلة اولى قبل تعميمها على باقي الفرق الوطنية.

6- داخل الحسنية ما هي الاجراءات التي قمتم بها في هدا المجال ؟

الحسنية وبكل صراحة اعطت صلاحيات اكبر للجنة الطبية التابعة لها ومنحت لها الامكانيات المادية واللوجيستيكية من اجل اداء مهمتها على احسن وجه ، والحمد الله النتائج الحالية هي ثمرة مجهودات الجميع بما فيها الاطقم الطبية الرياضية التابعة للفريق فهناك حصص للتوعية والتحسيس نقوم بها داخل الفريق من اجل تحفيز اللاعبين على تجنب التعاطي للمنشطات ربما يكون هناك لاعبون يتعاطون في غفلة منا لمواد محظورة منشطة لكن استطعنا اكتششاف حالات للاعبين يتعاطون للمنشطات عن طريق الخطا او عن طريق عدم الوعي ونجحنا من خلال خطتنا التوعوية  في اجبارهم على تجنبها باكتشاف اضرارها على صحتهم وهدا مكسب مهم حققناه .شخصيا ارى ان عدم الاهتمام بالطب الرياضي يبقى السبب المباشر في مختلف المشاكل التي يعيشها المجال فالفرق الكروية اخر ما تفكر فيه هو الطب الرياضي المتخصص فلقد عشنا جميعا حالات موت مفاجئة بالعديد من الملاعب الوطنية للاسف والاكيد ان غالبيتها ليست بسبب المنشطات لكن بسبب غياب مراقبة طبية لازمة او لغياب توازن صحي سليم . لدلك نحن داخل الجمعية الجهوية للطب الرياضي نعمل دائما سلسلة حلقات تحسيسية بالمخاطر التي تتهدد صحة الممارس الكروي وكنا السباقين بجهة سوس ماسة الى اثاره هده الظاهرة السلبية وافردنا لها حلقات دراسية شارك فيها خبراء وفاعلين واعلاميين ولحمد لله اعطت الثمار المرجوة من خلال التحسيس الدي لامسناه.

7-  كيف تنظرون لتأخر خروج الوكالة الوطنية لمكافحة المنشطا ت  لحيز الوجود ؟

بالطبع كما قلت سلفا فنحن عانينا من فراغ قانوني مهول مند حل اللجنة الوطنية لمكافحة المنشطات من قبل وزير الشباب والرياضة السابق ، وكنا نام لان تخرج الوكالة الوطنية لمكافحة المنشطات التي كثر الحديث عنها في وقت سابق الى حيز الوجود لكن لحد الساعة لازلنا ننتظر ربما الذي يأتي ا ولاياتي، فلمحاربة هده الآفة لابد من ترسانة قانونية . اليوم هيكلنا اللجنة الطبية داخل الجامعة وأملنا ان ننجح في البرنامج الكامل الذي سطرناه لمحاربة هده الآفة في انتظار بروز الوكالة لوطنية  للوجود ، لأننا تأخرنا بشكل كبير لما ذكر سابقا ونأمل تدارك ما فات ولو بقليل لان الظاهرة تنخر المجتمع المغربي وخاصة الممارس الرياضي الذي لا يعي غالبيتهم الاضرار السلبية التي تنتج عن التعاطي غير السليم للمنشطات ونحن كبداية نسلك منهج التحسيس والتوعية تم الزجر بعد دلك من خلال العقوبات التي ستفرض على كل من تبث تعاطيه للمنشطات.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد